ومعلوم أن
صفة الإطباق تتضمن الاستعلاء
وزيادة، وهي رفع اللسان عند النطق
بالحرف مع زيادة انطباق جزء من
اللسان بالحنك الأعلى، ولذلك فيمكن
أن يقال: "إن كل حرف مطبق مستعل،
وليس كل حرف مستعل مطبقا".
كما أن
الإطباق فيه استعلاء أقصى اللسان إلى
الحنك الأعلى ، وانطباق الحنك على
وسط اللسان ، أما الاستعلاء ففيه
استعلاء أقصى اللسان إلى الحنك
الأعلى ، من غير إطباق الحنك على وسط
اللسان .
وأما
الانفتاح في اللغة، فهو: الافتراق .
وعند
القراء:
انفتاح ما بين اللسان والحنك الأعلى
عند النطق بالحرف، فلا ينحصر الصوت
بينهما، فما انفتح معه اللسان عن
الحنك الأعلى، فهو المنفتح، ولذلك
سميت الحروف بالمنفتحة .
وعدد
حروفه:
خمسة وعشرون حرفا، وهي الحروف
الباقية بعد حروف السابقة،
وهي مجموعة في قولك: " مَنْ
أَخَذَ وَجَدَ سَعَةً فَزَكَا ،
حُقَّ لَهُ شُرْبُ غَيْثٍ " 
.
الصفة
الخامسة : الذلاقة
وضدها الإصمات:
فأما
الذلاقة في اللغة، فمن معانيها:
حِدَّة اللسان وبَلاغته، وتطلق
على الفَصَاحة والخِفَّة.
وعند
القراء:
الاعتماد عند النطق بالحرف على
ذَلْق اللسان -أي طرفه- والشِّفَة،
وهي مجموعة في قولك: "
فَِرَّ مِنْ لُبِّ "
، وتسمى هذه الحروف
بالمُذْلَقة، أو بحروف الذَّلاقة،
أو بحروف الإِذْلاق لذلاقتها
وخفتها وسرعة النطق بها، فبعضها
يخرج من ذلق اللسان: وهي الراء
واللام، والنون، وبعضها يخرج من
ذلق الشفة، وهو الفاء، والباء،
والميم ، وهي مجموعة في قول ابن الجزري : "فرَّ مِن لبِّ"
.
وأما
الإصمات، فهو في اللغة بمعنى:
المنع .
وعند
القراء:
منع حروفه من أن ينبني منها وحدها
في كلام العرب كلمة رباعية الأصول،
أو خماسية لثقلها على اللسان، فلا
بد أن يكون في الكلمات الرباعية أو
الخماسية حرف من الحروف المذلقة
لِتُعَدِّلَ خِفَّتَها ثقل حرف الإصمات،
وتسمى بالحروف المُصْمَتَة،
وحروفه ثلاثة وعشرون حرفا، وهي الباقية من حروف الهجاء
بعد حروف الذلاقة، وهي مجموعة في
قولك: "جُزْ غُشَّ سَاخِطٍ
، صِدْ ثِقَةً إِذَا وَعَظَهُ
يَحُضُّكَ "
.