وقال
مَكِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
: "
وَالقَوِيُّ مِنَ الحُرُوفِ إذا
تَقَدَّمَهُ الضَّعِيفُ مُجَاوِراً
له جَذَبُه إلى نَفْسِه ، إذا كان من
مخرجه ليعمل اللسان عملا واحدا في
القوة من جهة واحدة " وَيُعَدُّ
الإَدغام من أكثر الظواهر الصوتية
التَّرْكِيبِيَّةِ دورانا في كلام
العرب ، قال أَبُو عَمْرِو الدَّانِي
: " اعلم أَرْشَدَكَ ولم يبحث هذا الموضوع إلا عدد قليل من الدارسين المحدثين . وَيُقَرِّرُ
دَارِسو الأصوات المُحْدَثُونَ أن
نظرية السهولة هي من أكبر العوامل
التي تؤدي إلى تطور اللغات ، وبذلك
يكون علماء التجويد على حق حين
فسروا
الظواهر الصوتية الناشئة عن التركيب
بميل اللافظ إلى الأسهل والأخف في
النطق ؛ لأن هذه الظواهر هي في الواقع
ضرب من ضروب التطور الصوتي
المَطْلَبُ الثَّانِي الظَّوَاهِرُ الصَّوْتِيَّةُ التَّأَثُّرِيَّةُ الخَاصَّةُ بِالأَصْوَاتِ الجَامِدَةِ لقد أدرك علماء التجويد أن ما يحصل للأصوات عند المجاورة هو من باب الاقتصاد بالمجهود والميل نحو الأسهل والأخف في النطق . ولم يكتف علماء التجويد بذلك ، بل نجدهم يتعمقون في دراسة ظواهر التأثر الخاصة بالأصوات الجَامِدَةِ ، فقد قَسَّمُوا التَّأَثُرَ إلى ما يسمى " بِالمُقْبِل " : وهو أن يُؤَثِّرَ الحَرْفُ الأَوَّلُ فَي الحَرْفِ الثَّانِي ، والمُدْبِرِ: وهو أن يُؤَثِّرُ الحَرْفُ الثَّانِي فِي الأَوَّلِ ، وَالمُتَبَادِلِ : وَهُوَ أَنْ يُقْلَبَ الحَرْفَانِ الأَوَّلُ وَالثَّانِي إلى حرف ثالث مُخَالِفٍ لهما .
|